هو أبو عبد الله زكريا بن محمد بن محمود القزويني، ولد سنة 605 هـ وتوفي سنة 682 هـ, ينتهي نسبه إلي أنس بن مالك الصحابي، ولد في قزوين في مطلع القرن السابع سنة 605 هـ وتوفي سنة 682 م الموافق 1283 م، قاضي ومؤرخ وجغرافي وفلكي من مشاهير أعلام العلوم الطبيعية المسلمين وأعظم أعماله شأناً هي نظرياته في علم الرصد الجوي. وهو ابن عم الإمام أبو حاتم محمود بن الحسن القزويني.
القزويني كانت مهنته الأساسية هي القضاء – حيث رحل إلي الشام والعراق فولي قضاء واسط والحلة أيام المستعصم العباسي، وكان إلي جانب ذلك مهتما بالتأليف والبحث في مجال الجغرافيا والتاريخ وما يسمي بالتاريخ الطبيعي.
محتويات
[أخف]
* 1 مؤلفاته
* 2 نظرات في إسهاماته
o 2.1 من كتاب عجائب المخلوقات
* 3 إنجازاته
* 4 المصادر والمراجع
[عدل] مؤلفاته
* أشهر مؤلفات القزويني كتابه المعروف (عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات) : وقد تكلم فيه عن السماء وما فيها، معالجا علم الفلك، وأيضا وصف الكواكب والأبراج وحركاتها وما يترتب علي ذلك من توالي الفصول والشهور.
كما تكلم عن الأرض وما عليها فذكر أصل الأرض وطبيعتها وكرة الهواء (الغلاف الجوي)، وأصل الرياح وأنواعها، وكرة الماء (البحار والمحيطات) وما فيها من البحار والجزر والحيوانات البحرية والبرية والبرمائية. ثم تكلم عن اليابسة وما عليها من جماد ونبات وحيوان، وكل هذا مرتبا علي حروف المعجم، وقد ترجم هذه الكتاب إلي الفارسية والألمانية والتركية و قد تناول في هذا الكتاب وصف السماء و ما فيها من كواكب و أبراج و حركاتها وما ينتج عن ذلك من فصول السنة، و تكلم عن الأرض و تضاريسها، و الهواء و ما فيه من رياح وأنواعها، والماء و البحار، والجزر ،وأحيائها وتكلم عن النبات والحيوان التي تسكن اليابس و رتبهم أبجدياً. و يلاحظ القارئ البراعة في العرض، ودقة الملاحظة، والأستنتاج السليم، والكتاب به أربع مقدمات، ثم قسمه إلى مقالات كل مقالة بها عدة فصول. وخالف القزوينى من تقدمه من علماء العرب في عدم ذكر الأشعار التي تصف النبات أو الحيوان بكثرة فكانت دراساته علمية بحتة وليست أدبية.
* وللقزويني كتاب (آثار البلاد وأخبار العباد). ضمّنه ثلاث مقدمات عن الحاجة إلى إنشاء المدن والقرى، وخواص البلاد، وتأثير البيئة على السكان والنبات والحيوان، كما عرض لأقاليم الأرض المعروفة آنذاك، وخصائص كل منها. كما يضم هذا الكتاب أخبار الأمم وتراجم العلماء والأدباء والسلاطين، وأوصاف الزوابع، والتنين الطائر أو نافورة الماء وغير ذلك.- (للتحميل)
* من كتبه (خطط مصر)، ولا يزال مخطوطا.
* (الإرشاد في أخبار قزوين)
[عدل] نظرات في إسهاماته
[عدل] من كتاب عجائب المخلوقات
كان القزويني شغوفا بالفلك والطبيعة والنبات والحيوان والمعادن وغير ذلك مما حواه كتاب عجائب المخلوقات : أوصي القزويني بالنظر في عجائب صنائع الله نظرا دقيقا هادفا وليس مجرد النظر بالعينين قائلا : (وليس المراد بالنظر تقليب الحدقة نحوها فإن البهائم تشارك الإنسان فيه، ومن لم ير من السماء إلا زرقتها، ومن الأرض إلا غبرتها، فهو مشارك للبهائم في ذلك وأدني حالا منها وأشد غفلة كما قال تعالي – في القرآن – لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين.. إلي أن قال أولئك كالأنعام بل هم أضل).
ثم يزيد توضيحا ببيان وجهة نظره من النظر والاستدلال قائلا : (والمراد من النظر التفكير في المعقولات، والنظر في المحسوسات والبحث عن حكمتها وتصاريفها، لتظهر له حقائقها، فإنها سبب اللذات الدنيوية والسعادات الأخروية، وكلما أمعن النظر فيها، ازداد من الله هداية ويقينا، ونورا وتحقيقا، والفكر في المعقولات لا يأتي إلا لمن له خبرة بالعلوم والرياضيات، بعد تحسين الأخلاق وتهذيب النفس، فعند ذلك تنفتح له عين البصيرة، ويري في كل شيء من العجب، ما يعجز عن إدراك ذلك).
ثم يتحدث عن نفسه وما أفاده النظر قائلا : (لقد حصل لي من السمع والبصر والفكر والنظر، حكم عجيبة، وخواص غريبة أحببت أن أقيدها لتثبت، وكرهت الذهول عنها مخافة أن تفلت).
وإنه ليوصي للقارئ بأنه إذا أراد أن يكون علي ثقة مما في كتابه فليشمر للتجربة (وإياك أن تفتر أو تعتل، إذا لم تصب في مرة أو مرتين، فإن ذلك قد يكون لفقد شروط أو حدوث مانع، فإذا رأيت مغناطيسا لا يجذب الحديد فلا تنكر خاصيته واصرف عنايتك إلي البحث عن أحواله حتى يتضح لك أمره.
ثم يدلل بصور من الكون المحيط لبيان فائدة النظر فيقول : (ولننظر إلي الكواكب وكثرتها، واختلاف ألوانها، فإن بعضها يميل إلي الحمرة وبعضه يميل إلي البياض، وبعضها إلي لون الرصاص، ثم إلي سير الشمس في فلكها لمدة سنة، وطلوعها وغروبها كل يوم لاختلاف الليل والنهار ومعرفة الأوقات، وتمييز وقت المعاش عن وقت الاستراحة، ثم إلي جرم القمر وكيفية اكتسابه النور من الشمس، لينوب عنها في الليل ثم امتلائه وانمحاقه، ثم إلي كسوف الشمس وخسوف القمر، ثم إلي ما بين السماء والأرض من الشهب والغيوم والرعود والصواعق والأمطار والثلوج والرياح المختلفة المهاب، ولنتأمل السحاب الكثيف كيف اجتمع في جو صاف لا كدورة فيه، وكيف حمل الماء وكيف تتلاعب به الرياح وتسوقه وترسله قطرات متفاصلة، لا تدرك منها قطرة قطرة ليصيب وجه الأرض، إذ لو صب صبا لفسد الزرع، ثم إلي اختلاف الرياح فإن منها ما يسوق السحب، ومنها ما يعصرها، ومنها ما يقتلع الأشجار، ومنها ما يروي الزرع والثمار ومنها ما يجففها).
وفي حديثه عن المعادن والجبال يقول : (ولننظر إلي أنواع المعادن المودعة تحت الجبال، منها ما ينطبع كالذهب والفضة والنحاس والحديد والرصاص، ومنها ما لا ينطبع كالفيروز، والياقوت، والزبرجد، وكيفية استخراجها وتنقيتها، واتخاذ الحلي والآلات والأدوات منها، ثم إلي معادن الأرض كالنفط والكبريت، وأنواع النبات وأصناف الفواكه ثم لننظر إلي أصناف الحيوان، وانقسامها إلي ما يطير، و– ما – يقوم، و– ما – يمشي، وانقسام الماشي إلي ما يمشي علي بطنها وما يمشي علي رجليه وما يمشي علي أربع، وإلي أشكالها وأنواعها وتجميع غذائها، وادخارها القوت لوقت الشتاء، وحذقها في هندستها، وكيف صنعت هذه المسدسات المتساوية الأضلاع التي عجز عن مثلها المهندس الحاذق مع الفرجار والمسطرة).
وعموما يتميز كتابه هذا بالدقة في الأسلوب، وبراعة في جمع المعلومات تدل علي بعد نظر.
[عدل] إنجازاته
* قسم القزويني الكون إلي علوي وسفلي وقد عني بالعلوي ما فوق سطح الأرض إلي السماء ثم إلي الكون.
* قدم أبحاثا وأفكارا – لم تعرف بعد – عن كوكب الزهرة والمريخ والمشتري وعطارد وزحل.
* بحث في كسوف الشمس وخسوف القمر والخسوف الكلي والجزئي.
* ربط بين حركتي المد والجزر.
* ربط بين زيادة القمر ونقصانه
* ربط بين الكثير من الظواهر والخصائص عن الإنسان والحيوان والأسماك والأشجار والفواكه، وغيرها.
* كما تحدث عن الحركة اليومية للأزهار والأوراق، وعن الكواكب الثوابت.
* تحدث عن كوكبات الدب الأكبر والأصغر.
* قدم أوصافا للرعد والبرق والهالة وقوس قزح والبحار والمحيطات والأنهار والآبار والزلازل.
* قدم أوصاف لمئات من أنواع النباتات والحيوان والمعادن، وخاصة ما يتخذ منها عقاقير تستعمل في الطب.